الدولة

       الدولة
مقدمة:
يتربع مفهوم الدولة عرش الفلسفة السياسية،لما يحمله من أهمية قصوى سواء اعتبرناه كيانا بشريا ذو خصائص تاريخية،جغرافية،لغوية،أو ثقافية مشتركة؛أو مجموعة من الأجهزة المكلفة بتدبير الشأن العام للمجتمع.فان دل الاعتبار الثاني على شيء فإنما يدل على كون الدولة سيف على رقاب المواطنين وعلى هؤلاء الآخرين الامتثال والانصياع.
لكن من أين تستمد الدولة مشروعيتها؟أتستمدها من الحقن أم من القوة؟ ثم كيف يكون وجود دولة ما مشروعا ؟
 
المحور الأول: مشروعية الدولة وغاياتها.
يعتبر ماكس فيبر أن السياسة هي مجال تدبير الشأن العام وتسييره. وما الدولة إلا تعبيرا عن علاقات الهيمنة القائمة في المجتمع،وهذه الهيمنة تقوم على المشروعية التي تتحدد في ثلاث أسس تشكل أساس الأشكال المختلفة للدولة.وهي سلطة الأمس الأزلي المتجذرة من سلطة العادات والتقاليد،ثم السلطة القائمة على المزايا الشخصية الفائقة لشخص ما،وأخيرا السلطة التي تفرض نفسها بواسطة الشرعية،بفضل الاعتقاد في صلاحية نظام مشروع وكفاءة ايجابية قائمة على قواعد حكم عقلانية.
 
يرى هوبز أن الدولة تنشأ ضمن تعاقد إرادي وميثاق حر بين سائر البشر ،حتى ينتقلوا من حالة الطبيعة –حرب الكل ضد الكل-إلى حالة المدنية.وبذلك ستكون غاية الدولة هي تحقيق الأمن والسلم في المجتمع.
 
 أما سبينوزا فيرى أن الغاية من تأسيس الدولة هي تحقيق الحرية للأفراد والاعتراف بهم كذوات مسؤولة وعاقلة وقادرة على التفكير وبالتالي تمكين كل مواطن من الحفاظ على حقه الطبيعي في الوجود باعتباره وجودا حرا.
 
لكن هيجل فيرى أن مهمة الدولة هي أبعد من ذلك وأعمق وأسمى. فالفرد في رأيه يخضع للدولة وينصاع لقوانينها لأنها تجسد فعليا الإرادة العقلانية العامة، والوعي الجماعي القائم على الأخلاق الكونية، لأنها تدفع بالمرء للتخلص من أنانيته بحيث ينخرط ضمن الحياة الأخلاقية. فالدولة في نظره، هي أصدق تعبير عن سمو الفرد ورقيه إلى الكونية.فهي بذلك تشكل روح العالم.
 
المحور الثاني:طبيعة السلطة السياسية.
إن تباين المواقف الفلسفية حول مشروعية الدولة تتمخض منه إشكالات عدة حول طبيعة السلطة السياسية.فهل يمكن حصر السلطة السياسية في أجهزة الدولة أم أن السلطة قدرة مشتتة في كل المجتمع؟ وهل هي متعالية عن المجال الذي تمارس فيه،أم أنها محايثة له؟
 
في هذا الخضم نجد دو توكفيل الذي يرى أن الصفات الجديدة التي أصبحت تتحلى بها الدولة،في ممارستها السياسية،هي تلبية متع الأفراد ورغباتهم وتحقيق حاجياتهم اليومية.لكن هذه الامتيازات يرى أنها كانت على حساب إقصائهم من الحياة السياسية ،الأمر الذي أدى إلى تقليص الحريات وتدني الوعي السياسي لديهم ،وبالتالي تحول الأفراد إلى قطيع تابع وفاقد للإرادة.
 
أما مونتسكيو فقد عالج في كتابه "روح القوانين" طبيعة السلط في الدولة،إذ يصادر على ضرورة الفصل بين السلط داخل الدولة،حيث ينبغي في نظره استقلال السلطة التشريعية عن التنفيذية عن القضائية والفصل بينهما.والهدف من هذا الفصل والتقسيم هو ضمان الحرية في كنف الدولة.
 
وفي المقابل التصور الذي يحصر السلطة في مجموعة من المؤسسات والأجهزة،سيبلور ميشيل فوكو تصورا أصيلا للسلطة.إذ يرى أنها ليست متعالية عن المجال الذي تمارس فيه،بل هي محايثة له.إنها الاسم الذي يطلق على وضعية استراتيجية معقدة في مجتمع معين تجعل مفعول السلطة يمتد كعلاقات قوة في منحى من مناحي الجسم الاجتماعي.
 
المحور الثالث:الدولة بين الحق والعنف.

في هذا الصدد نجد هنري لوفيفر الذي يعتبر الوضع المفارق للدولة -وطبيعة الممارسة السياسية المتأرجحة بين الوضوح تارة وبين الغموض تارة أخرى- أصبح موضوعا للمعرفة والتفكير،خصوصا في قدرة هذه الأنظمة على قيادة الأفراد والجماعات إلى المجهول والى أوضاع غير محسوبة العواقب تصل إلى مستوى الهيمنة والدمار،وهذا ما يتبين من خلال الأنظمة الديكتاتورية وأنظمة الحزب الواحد التي صادرت الحريات ومارست كل أشكال العنف.
 
في حين يرتئي مكيافيللي أن الممارسة السياسية هي فن حطم البشر،إذ ستحول إلى تقنية ومهارة بل إلى خصال على الأمير أن يمتلكها إن هو أراد الحفاظ على قوة الدولة وضمان استمراريتها،ومن أجل التحكم في زمام السلطة وإخضاع الشعب بقوة السيف والإكراه.
 
لكن سبينوزا يقف موقفا معارضا،إذ يؤكد أن مهمة الدولة لا تتمثل في تخويف الناس وترهيبهم،ولا في استعمال الدهاء السياسي والحيل لاستمالة من ينبغي استمالتهم ومنحهم الامتيازات والحوافز،ولكن مهمتها تكمن في نشر الفضيلة وجعل الناس يمارسون أعمالهم في اقتناع وطواعية.الأمر الذي لا يتأتى إلا بتوفير شروط من قبيل الحق والمساواة والحرية.
 
خاتمة:
 
يتضح لنا جليا أن الفلسفة الحديثة نزعت عن الدولة الكثير من الأقنعة والتصورات الأخلاقية ونظرت إليها كآلة لممارسة الحكم.حيث بينت أن هناك أنواع متعددة من المشروعية منها المرتبطة بالحكم المعتمد على التراث والمرتبطة بشخص ملهم أو المشروعية المؤسسية المرتبطة بالتصور التعاقدي.


حاميدوش أحمد ثانوية أبي العباس السبتي مراكش
 

 
hamidouch ahmed
 
تقديم
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بينما كنت اتصفح أحد المواقع التعليمية فإذا بموضوع عنوانه ( هكذا علمتني المواقع )
أحببت ان أضعه هنا بينكم أخواني و أخواتي في موقعي التعليمي ل حاميدوش أحمد

حتى يقوم كل شخص بمراجعة حساباته ويرى ماذا تعلم من المواقع
هل فقط تمضية وقت ، بلا حفظ أي فائدة تُذكر ، أم إن ما نقرأه على الأقل نحاول تطبيق الجانب الخيري فيه

هكذا علمتني المواقع و المنتديات

1- أن رُبّ أخ لك لا تعرف أسمه ولا شكله.


2- أن أنظر إلى مواضيع المقع بعين الرضا وأن لا أتلقف السلطات وأتتبع الزلات و أحسن الظن ما استطعت.


3- أني قد أعجب بشخص لمجرد كتاباته وحسن ردوده ، بل و أكثر من ذلك اني اتمنى لحظة لقائه.


4- أنك قد تتملك قلب شخص لمجرد كلمة ثناء أو شكر أو حتى نصيحة بذلتها لوجه الله.


5- أنه ليس كل ما يدور بذهني أكتب عنه و لا انقل كل ما تقع عيني عليه بل هناك ما يصلح للنشر وهناك ما يدعو
للشر.


6- أن أعطِ و لا أنتظر الثمن.


7- أن أناقش و أحاور بجدية و لا أنتظر تعليق إلا ممن أجادوا التعليق.


8- أن جهدي و وقتي و فكري و قلمي هو من يثبت وجودي.


9- أن أبدي رأيي في أي موضوع و لأي شخص و أواجه أي إختلاف في وجهات النظر.


10- أن في العالم الصالح و الطالح و أنا من سيحدد اتجاهي.


11- أني إذا كتبت شيئاً فلا بد أن أتوقع أن هناك من يتربص بي و ينتظر مهاجمتي.


12- أني إذا كنت حساساً من الكلام القاسي فمكاني ليس هنا.


13- أن لا أجرح شعور غيري و أن أحاسب نفسي قبل ان اُحاسِب غيري و أُحاسَب من غيري.


14- أن أناقش الأفكار... و لا أنتقد الأشخاص.



و صلى الله و سلم على الحبيب المصطفى و آله و صحبه أجمعين

أخوكم حاميدوش أحمد
تحياتي لكل الاصدقاء بتاكونيت وزاكورة و البيضاء ومراكش ولكل من يعرف حاميدوش أحمد

__________________
 
Aujourd'hui sont déjà 21434 visiteursIci!
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement